عريجي في ذكرى تأسيس اليسوعية: تمثل الرابط الفطري المنقوش في حجارة المبنى الذي يقرب وطننا من الرهبانية
استهل الحفل بكلمة لصادر ألقاها مكاري، أشار فيها الى أن "اتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف، بالتعاون مع مكتب القدامى والتنمية التابع لرئاسة الجامعة، يعمل على جمع الخريجين عبر إحصاء أعدادهم في لبنان وخارجه، وعلى التقريب فيما بينهم عبر تفعيل آليات التواصل من خلال موقعه الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي".
وتحدث عن "أهمية مساهمة الاتحاد في دعم مشاريع المنح والفرق الرياضية والاندماج المهني في الجامعة"، معلنا أن "الاتحاد ولمناسبة الذكرى ال 140 لتأسيس الجامعة سينظم مؤتمرا في 5 حزيران 2015 تشارك فيه شخصيات محلية وعالمية، ويتبعه تجمع كبير للقدامى في حرم الابتكار والرياضة، للالتفاف حول الجامعة الأم في عيدها".
دكاش
وألقى البروفسور دكاش كلمة عدد فيها أهداف الاحتفال وقال: "اجتمعنا اليوم لنفرح معا في بداية هذه السنة التي لها طعمها الخاص في حياة الجامعة. لست هنا لاستذكار الماضي وتعداد الانجازات، بل لنؤكد معا التوجهات الأساسية التي اختارتها الجامعة منذ تأسيسها، فتوجهاتنا عبر الميثاق الأساسي للجامعة تقضي بأن نكون للبنان، لكل لبنان بمختلف مجموعاته، وأن نكون منشئين لنخبة مهنية قادرة في مهاراتها وكفاءاتها، تحيا منها إلا أنها توظفها أيضا في خدمة إنماء الإنسان بمختلف مستوياته. إنها أيضا رسالة تنشئة أكاديمية، تتزاوج مع التنشئة الثقافية التي توسع في الإنسان آفاقه على المستويات الفلسفية والعلمية والوطنية والأدبية، بحيث يصبح المتخرج من الجامعة عنصرا فاعلا يعمل على التحول الاجتماعي".
وتابع : "لقاؤنا اليوم والاحتفال بالسنة ال 140 هما فعل مقاومة فكرية وأكاديمية وروحية نواجه بها سلطان القهر والضعف والموت، كما نطالب بتغليب سلطة العقل والحكمة والمصلحة العامة على الأنانيات المستشرية التي هي مسؤولة اليوم عن الواقع المرير الذي نعيشه، وعن سقوط الكثير من مفهوم الدولة وواقعها ورسالتها في تأمين حياة الناس. ونجتمع اليوم لنقول إن ما يهمنا من الاحتفال بالسنة ال 140 من عمر الجامعة ليس التغني بأمجاد الماضي بل النظر إلى المستقبل، ولذلك سوف تتوج هذه السنة ال 140 بوثيقة متكاملة المعاني والأبعاد حول ما تقوم به الجامعة من أعمال واسعة خلال السنوات المقبلة لتكون الفترة ما بين ال 140 وال 150 سنة فترة إنتاج وبناء، ومنها على سبيل المثال وبالرغم من كل العوائق أن تصبح جامعتنا جامعة خضراء في مختلف أحرامها وأن يتم بناء المتحف الفني اللبناني العام وأن يتم بناء عشرات الوحدات لمبيت الطلاب وأن ينشأ حرم جديد لتجمع كليات الإدارة والاقتصاد وغير ذلك من المشاريع التي تتم دراستها اليوم".
وختم:"نجتمع اليوم لنعطيكم لمحة عن بعض الفاعليات التي سوف تجري في هذه السنة، من لقاء الشاعر أدونيس في بداية تشرين الأول مع طلاب الجامعة، إلى اللقاء حول نتائج عمل بحثي في كتاب حول الإسهام المالي من المغتربين اللبنانيين وأثره في أوضاع اللبنانيين المعيشية، وإلى المؤتمر حول أخطار الهزات على لبنان في تشرين الثاني، ولقاء متخرجي الجامعة في عشائهم السنوي في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، إلى سلسلة من الندوات حول التحدي الرقمي وأهمية اللغات الحديثة وتاريخ الطب في لبنان، وصولا إلى ندوة عالمية حول التربية في الجامعة اليسوعية خلال يومين يشارك فيها أربعة رؤساء جامعات أميركية وأوروبية والوزير السابق غسان سلامه وغيرهم من كبار المحاضرين والاختصاصيين في 22 و23 كانون الثاني 2015. ونشير أيضا إلى انعقاد الجمعية العامة لاتحاد الجامعات العربية في جامعتنا في بيروت من 24 إلى 26 آذار 2015، بالإضافة إلى المؤتمر العلمي الحادي والعشرين للجمعية اللبنانية لتقدم العلوم في نيسان وبعده ندوة حول بحث علمي عن الأرمن في لبنان لمناسبة صدور كتاب "الأرمن في لبنان من 1915 إلى 2015"، ومؤتمر حول القانون في مواجهة المجتمعات المتعددة ثقافيا. وكذلك لقاء تاريخي للطلاب القدامى، سيكون في بداية حزيران 2015 حيث يعقد اتحاد القدامى جمعية عامة استثنائية يشارك فيها ممثلون عنه من لبنان، والعالم العربي والعالم لتثبيت القدامى في دعوتهم ورسالتهم في دعم الجامعة والمشاركة في تحديد مسارها وبلورة مناهجها المستقبلية".
عريجي
من جهته تناول الوزير عريجي في كلمته أهمية الجامعة قائلا:"تمثل جامعة القديس يوسف منذ العام 1875 ذلك الرابط الفطري المنقوش في حجارة المبنى والذي يقرب وطننا من رهبانية اليسوعيين ويجمع بينهما. لم تفلح الحروب وحركات التهجير القسري يوما في تفكيك هذا الرابط الذي ضرب جذوره عميقا في الأرض اللبنانية وقلوب اللبنانيين. لطالما واجهت هذه المؤسسة ضراوة الحروب وقساوة البشر، ورأت طلابها يختبئون في ملاجئهم يصلون لخلاصها، وأساتذتها مشتتين في أصقاع العالم، وجدرانها وحدائقها مدمرة وقد التهمتها النيران".
وأكد أن "إرادة الوجود والإيمان في مواصلة مهمة إنسانية وروحية قد نفحت القوة والشجاعة والمثابرة في نفوس هؤلاء الرجالات الذين كانوا ينفضون الغبار عنهم في كل مرة ويلملمون بصبر فتات حياتهم ليعيدوا بناءها. وأخص بالذكر الأب جان دوكرويه الذي نحييه، هو الذي رفض الإذعان وإقفال أبواب الجامعة، فكانت إرادته حصنا منيعا ضد جميع التهديدات والتهويلات، وسلم المشعل إلى من خلفه من الآباء الأجلاء، ولا سيما الأب الموقر سليم دكاش رئيس الجامعة، الذي يعمل من دون كلل أو ملل على تجسيد الرسالة الإنسانية التي يحملها الآباء اليسوعيون".
وتميز حفل إطلاق احتفالات العيد ال 140 سنة بفواصل موسيقية قدمتها بصوتها ليال نعمة مطر رافقها موسيقيا السيد جورج نعمة.