افتتاح المعرض المعماري العربي لمشاريع التخرج في معهد الفنون الجميلة في اللبنانية

 المغرب، تونس، مصر، فلسطين، الاردن، سوريا والعراق، حيث شارك العمداء مع رؤساء أقسام العمارة من كل جامعة مع مجموعة من الطلاب المشاركين في المعرض، وقد استمرت نشاطات المعرض من 22 حتى 25 الحالي ، تخللها عرضا للمشاريع واجتماعات عمل، حيث أكد المشاركون في الاجتماع الختامي على أهمية تطوير هذا اللقاء المعماري بما يطال المناهج الأكاديمية واشكال الاشراف على مادة محترفات العمارة.

في حفل الافتتاح الذي قدمه الدكتور محمود شرف الدين، تناولت رئيسة قسم الهندسة المعمارية في الفرع الأول المهندسة سمر مكي تجربة المعرض منذ تأسيسه، بعدها تكلم باسم الوفود العربية عميد كلية العمارة والتصميم في جامعة العلوم والتكنولوجيا JUST في إربد - الاردن الدكتور حسين الزغبي مؤكدا العمل على تطوير هذا اللقاء المعماري، وسلم معهد الفنون الجميلة ادارة المعرض. ثم تحدث رئيس هيئة المعماريين العرب المعمار اميل عكره محددا المقاربات العاصرة لآليات تنفيذ التصاميم المعمارية في ظل مفاهيم ما بعد الحداثة وما حملته العولمة من مؤشرات على الانتاج المعماري.

وأشار نقيب المهندسين ايلي بصيبص إلى الثغرات الإدارية والقانونية المؤثرة على آليات التنفيذ، وقال انه "لنا الحق في الحلم بالمستقبل بضرورة مواءمة القوانين المرعية كمتطلبات الناس في إمكانية حصولهم على مسكن بمواصفات المعاش الآمن والنظيف.

واختتم عميد معهد الفنون الجميلة الدكتور محمد حسني الحاج باسم رئيس الجامعة اللبنانية الحفل، وبعد الترحيب بالوفود أشار إلى أن المجتمع المعاصر يعاني أزمات متنوعة ومنطق إدارة هذه الازمات فاقم من اشكالياتها، فانهيار القديم والتخبط الحاصل في البدائل ستظل ما طالما بقيت ردود الفعل المواجهة غير فعالة وغير متناسقة بل وهمية الى حد كبير، خاصة اذا ما كانت الاعراف بدائية متخلفة وتبعية لرعاة ما.

واشار الى ان "المعاصرة الراهنة فرضت علينا العديد من السياقات التفسيرية والصيغ المفاهيمية منها البحث عن الركائز الأساسية للتنمية البشرية، وفي بلداننا العربية تبرز قضايا امن الانسان العربية كإحدى هذه الدلالات التنموية، والتي تعنى بتوسيع قدرات الافراد والفرص المتاحة لهم، لتمكين شعوبنا من احتواء الاخطار التي تهدد حياتهم وسبل معاشهم وكرامتهم، فأمن الانسان العربي هو تحرره من التهديدات المنتشرة التي تتعرض لها حياته وحريته، والمتأتية من تواريخ الاستبداد والقهر والتخلف والفقر".

ولفت الى انه "حتى الآن فإن العلاقة بين الدولة وأمن الانسان العربي ليست سليمة، ما تبرز ضرورة ترسيخ حكم القانون شرطا أساسيا لإرساء الأسس اللازمة لشرعية الدولة وضمان حقوق الناس".

وقال: "ولما كانت العمارة في بنيتنا الاقتصادية الاجتماعية نتاج ثقافي، فهي اذا بحكم ضرورتها احدى أكثر المسؤوليات التصاقا بالأبعاد الاجتماعية، ما يجعل من تعليمها مسألة ثقافية بامتياز تتعدى تفسيراتها الشكلية والتقنية".

اضاف: "لذلك كانت انطلاقة المعرض العربي واستمرارنا في دعم اقامته السنوية، فهو فتح الميادين المعرفية المتعلقة بالعمارة وساهم في رسم الخطوط العريضة لقراءة عمارتنا في البلدان العربية وطرائق تعليمها. فالمعرض يولي أهمية للمقاربات النقدية وإن لم ترتقِ الى الملامسة الجريئة للسياقات الجغرافية والتاريخية والثقافية المكونة للعمارة، لهذه الظاهرة الانسانية الثقافية، ولاختلاف تشكلاتها ولتشابه مواضيعها. ان ملامسة معاني هذه الظاهرة المركبة وتطورها وظهورها بالشكل التي هي عليه الآن تفترض تفسير المتغيرات والتحولات السريعة الجارية بدون توقف بارتباطها مع العاديات اليومية للناس، هل بمقدورنا ابتكار أدوات تعليمية تواكب هذه التحولات العميقة وكيف ننتقي الضرورة في التكوين المعرفي للمعمار، مع ادراكنا الكلي لعجزنا في اختيار نهائية الشكل والتقنية المتلازمة مع هذا التكوين ونوعيته وطرائق استعمالاته وقدرته على توفير المتطلبات المعرفية الرئيسية للمناهج الاكاديمية".

وتابع :"رغم ازدياد هذه المتطلبات وتنوعها فإنها تؤكد تفاضلية الدمج لعملية التعليم والاحتياجات المجتمعية، انه الدور الابرز للجامعة بالعام وللعمارة بالخاص. وفي مثل ظروفنا السياسية والاقتصادية والعجز الحاصل لمؤسسات الدولة، يزداد ارتباط الجامعة مع مؤسسات المجتمع المدني".

وشكر لنقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس رعايتهما، وقال: "للقائنا اليوم، وحضورهما بيننا يؤكد التطور المعرفي الحاصل في أهمية تطوير هذه العلاقة لما تمتلك من قضايا مشتركة، خاصة منها جعل هموم الممارسة المهنية في مضمون التكوين للمناهج الاكاديمية، ليتلاءم تعليم العمارة مع الانظمة المحددة للأداء المهني. فإحدى اهم خصوصيات المناهج الجديدة هو في ارساء الاكاديمي والمهني كمنطلقات للمسارات الاساسية لاتجاهاتها، وقراءاتنا في المعرض لا بد وان تفتح آفاق التقارب التعليمي للعمارة في الجامعات العربية، والتي عملنا في المؤتمر الثالث لجمعية كليات الفنون في الجامعات العربية على اطلاق ورشات عمل لمقاربة المناهج الاكاديمية والعمل على تقريبها في بعض الفصول ليتسنى تطوير العمل المشترك وتبادل الخبرات الاكاديمية والطلاب. ما يبرز اهمية انضواء اختصاص العمارة في الجمعية وتشكيل لجنة اكاديمية لوضع آليات البرامج المشتركة، الامر الذي اتمنى ان يكون على جدول اعمال الاجتماع التقويمي للكليات المشاركة في المعرض".